يعمل مايك والين محامي دفاع في نوكسفيل، بولاية تينيسي، منذ 20 عامًا. يعرفه الكثير من موكّليه بسبب صندله فقط. في المحكمة، غالبًا ما يتم الترحيب به بالقول ""هذا هو المحامي الذي ينتعل الصنادل."" كما أن ملابسه غالبًا ما تؤثر على هيئة المحلفين. ويسألهم عما إذا كان يزعجهم أن يكون محامي الدفاع ""هيبي عجوز"". ""يساعد ذلك في التخفيف من التوتر""، يشرح ذلك ضاحكًا، مضيفاً ""...لكنني أحيانًا أحظى بنظرة غريبة من القاضي.""

نشأ مايك في ممفيس بولاية تينيسي. إن أسلوب الحياة البسيط وحركة الحقوق المدنية التي كان يقودها مارتن لوثر كينج الابن، الذي تعرض للقتل هناك، ساعداه في أن يكون الرجل الذي هو عليه اليوم. وكذلك الظلم الذي تعرض له الأمريكيون من أصل إفريقي: ""لطالما حظي الأمريكيون من أصل إفريقي بأسوأ الوظائف هنا. ومن بين 250 طالبًا في مدرستي الثانوية، كان حوالي اثني عشر منهم فقط من ذوي البشرة السوداء"".

بعد انتهاء الدراسة، عمل مايك كساقٍ، ومجدّف قارب وايت ووتر، ومرشد محترف في رياضة التجديف. في الثمانينيات من القرن العشرين، أمضى بضع سنوات في نيكاراجوا. وأثناء تواجده هناك، تعلم اللغة الإسبانية، ونما شعره ولحيته، واشترى أول زوج من أحذية بيركنستوك. كان عمره 34 عامًا عندما بدأ دراسة القانون؛ وكان زملاؤه الطلاب في بداية العشرينيات من عمرهم. يتذكر مايك قائلاً: "كنت أنا الهيبي العجوز في الفصل".

عندما افتتح أخيرًا مكتبًا للمحاماة منذ 20 عامًا، مثّل في المقام الأول عملاء يتحدثون الإسبانية. كان يعمل كثيرًا لصالح المحرومين ولا يزال يحتفظ بهذه المثالية. "أتعامل مع أشخاص لا يستطيعون تحمل تكاليف محامٍ، أو أشخاص لا يستطيعون دفع أي شيء، لكن إذا كانت لديهم قصة جيدة يروونها، فسأمثلهم". يقول شارحًا. مثل جامعي الطماطم الثمانية الذين تم القبض عليهم بتهمة السرقة. كان قادرًا على إثبات براءتهم. ونظرًا لأنه لم يتقاضى منهم أموالًا مقابل خدماته، تركوا صندوقين من الطماطم على سقف سيارته. "ماذا أستطيع أن أقول؛ في بعض الأحيان تحصل على المال، وفي بعض الأحيان تحصل على طماطم. ذات مرة أحضر لي موكّلي علبة زهور؛ كانت هذه أفضل طريقة لدفع الأتعاب"، يقول والين وهو يضحك.

يحب مايك، كما يخبرنا، "...الأشخاص البسطاء الذين يعانون من مشكلات بسيطة - مثل مشكلات القتل. أُفضّل الحالات التي قتل فيها شخص ما الآخر. عندها أعرف أن شخصًا ما تصرف بعقلانية. أما في قضايا الطلاق، فإن العقلانية تختفي تمامًا!" لم يتولّى سوى قضية طلاق واحدة لصديقين له؛ وبعدها، لم يتحدث أي منهما معه مرةً أخرى. يقول بضحكة خافتة: "وكأنني كنت السبب في طلاقهما".

كان هناك محامٍ في نوكسفيل، كما يخبرنا مايك، وكان دائمًا نجم وسائل الإعلام المحلية ويبذل الكثير من الجهد في إطلالاته. وفي أحد الأيام، توجه هذا المحامي إلى مايك وأطرى على مظهره غير المعتاد: اللحية، والشعر الطويل، والصندل؛ وهو جزء واضح من استراتيجية عرض رائعة ومدروسة جيدًا. كان ردّ مايك: "نعم، أنا بارع للغاية لدرجة أنني كنت أفعل ذلك قبل 20 عامًا من أن أقرر الالتحاق بكلية الحقوق. لذلك، كانت خطة طويلة الأجل..."

وسواء أكان يخرج للتنزه في الشتاء، أم يركب الدراجة النارية، أم يمشي لمسافات طويلة، فإن مايك والين لم ينتعل سوى بيركنستوك لأكثر من 30 عامًا. وكان الاستثناء الوحيد في مرة واحدة، في أول محاكمة له أمام محكمة فيدرالية. كان يريد أن يبدو ""أنيقًا""، حتى أنه اشترى لنفسه زوجًا من الأحذية الرسمية.

بدأت المحاكمة بشكل جيد، وكان كل شيء يسير وفقًا للخطة: وافق القاضي الفيدرالي، وهو رجل فظ، على التماسات مايك في جميع النقاط. وقد كسب القضية عمليًا. لكن، فجأة، أعلن القاضي أنه سيقبل عريضة المدعي بدلاً من ذلك. كان بإمكان مايك تقديم طعن. كان مايك والين في حالة خسارة. وفي الاستراحة، ألقى على الفور حذاءه الجديد الفاخر في الخزانة وانتعل حذاء بيركنستوك. يقول لنا بابتسامة: ""لقد فكرت، إذا كنت سأفشل، أريد أن أشعر بالراحة على الأقلّ عندما يحصل ذلك"".

وهذا هو المنظور الذي يحافظ عليه مايك حتى يومنا هذا. ومنذ ذلك الحين، وحذاء بيركنستوك يترافع معه في كل محاكمة: في محكمة الولاية والمحكمة الفيدرالية، وفي أعلى محكمة استئناف وحتى أمام المحكمة العليا. يقول مايك بسعادة: ""لا أحد يقول أي شيء عن الحذاء أبدًا"".